الثلج والبرد

أهلاً من جديد، مرّ وقت طويل عن المدونة وخلال هذا الوقت حصلت الكثير من الأحداث. تعرفت على شخص جديد اسمه Wim Hof وهذا الشخص ساعدني أتعرف على جسمي واتصل أكثر به. وأود مشاركة تجربتي بالعربية (يمكن أن تجد مصادر كثيرة عنه باللغة الإنجليزية، وخلال تجربتي أود مشاركتها بمحتوى عربي يناسب الجميع.

خلال الفترة الماضية كنت ولا زلت في مرحلة من التشافي والتجاوز والتعدي والحصول على القوة الداخلية والخارجية، وبسبب الشتاء في ألمانيا، كانت تراودني الكثير من الأفكار حول التأقلم والتعايش مع فصول السنة بدون أن يكون لدي خزانة ملابس مليئة بالجاكتات والكثير من الكنزات الشتوية بما أنني قررت أن اتبع منهج الزهد والبساطة وأن يكون لدي القليل الذي يمكن أن يفعل الكثير لي.
فتعرفت على تقنية ويم هوف (رجل الثلج) كما يلقب، وهي تقنية تنفس للتأقلم مع الماء البارد وأخذ الفوائد الكاملة منه، ومنها بدأت أسبح في الثلج في درجة حرارة -٧ للطقس وصفر للماء (ماء البحيرة لا يمكن أن يكون تحت الصفر، أقل درجة يصل إليها الماء هو الصفر)

طبعاً كوني من مواليد مكان صحراوي، أي شيء تحت درجة ٢٥ يعتبر برد بالنسبة لي وعليّ ارتباء الكثير من الملابس والكنزات طول الوقت وحتى في الصيف باعتباد الصيف هنا كان الشتاء في المنطقة التي كبرت فيها. خلال السنتين الأولى في ألمانيا وتعتبر باردة جداً حاولت التأقلم لكن لم يكن سهلاً أبداً، التعود من التحديات التي تواجه أي مغترب في العالم وأي مسافر. ومن هنا أود مشاركة الأسباب التي دفعتني لهذه التجربة، النتائج، المدة والتطورات.
بدايةً قد يراود البعض عن أهمية وفوائد الماء البارد للجسد، ابتداءً من الجانب الديني في قوله تعالى، الآية لنبي الله أيوب عليه السلام وقد أصابه الضرّ وكان استجابة الله لدعاءه: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)). في هذه الآية يمكن أن تدرك أن الماء البارد أتي بصفة الاغتسال قبل الشرب، بالإضافة إلى انه أتى في سياق تلبية دعاء لمريض مسّه الضر وهو سيدنا أيوب عليه السلام، ولا نستغرب بعدها أن جاء في حديث الاستفتاح: (... اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) أيضاً بصيغة الاغتسال بالماء والثلج والبرد. لكن ما فائدة الماء البارد للجسد؟
1. تنشيط الجهاز المناعي والدوراني
2. تحسين الدورة الدموية
3. التخفيف من ألم العضلات
4. تعزيز طاقة الجسم
5. تعزيز الحالة المزاجية
6. الحفاظ على صحة البشرة والشعر
7. يزيد من اليقظة لديك
8. يساعد في خسارة الوزن
9. يعالج ألم العضلات ويسرع شفائها
10. يخفف التوتر
11. يقلل من الاكتئاب
وهناك الكثير والكثير من الفوائد يمكن البحث عنها بسهولة جداً وعن مصادرها.

وخلال تجربتي وبالطبع في بداية أي أمر جديد هناك الكثير من التحديات في البداية، لم يكن الأمر سهلاً أبداً، ولكن كان لدي إصرار أن أتأقلم ولم أكن أتوقع أن الأمر لم يأخذ وقت طويل حتى يتأقلم الجسد (يعتمد على كل شخص لأخر) هناك ممن أخذ الأمر سنوات كثيرة ليتأقلموا وهناك لازال سنوات كثيرة ولمن يتأقلم بعد وهناك من شهور عدّة تأقلم.
شخصياً  كنت أتضايق من مشاعري اتجاه البرد، لا أحب أن أرى يداي وأطرافي باردة وكانت باردة على الدوام ولهذا السبب كان الشتاء رمادي ولا ألوان كثيرة فيه وعادة في المنزل بسبب قلة الأنشطة التي يمكن أن أمارسها في الشتاء، وبسبب هذا كان استهلاكي للتدفئة عالي  واستخدامي للمواصلات العامة عوضاً عن الدراجة، لم أمارس الكثير من الرياضات أو ربما لم أمارس شيئاً مطلقاً بسبب أن معظمها تتطلب أن تكون في الخارج.

لذلك كان اتخاذ القرار بالبدء، بدأت الاستحمام بأني أخد شاور بارد كل يوم، في تطبيق WHM حتلاقي تحدي ٢٠ يوم شاور بارد يبدأ ب١٥ ثانية إلى دقيقة، فبديت بالتدريج أشوف مستوايا بس لقيت اني بتحمل أكثر من ١٥ ثانية فصرت أشوف كيف اقدر اكمل. وبعدها قررت إروح بركة عشان أشوف كيف الوضع.

ليش التجربة دي؟ - لاني أبا اغير شعوري اليوم كملت ١١ مرة سباحة خلال شهر. تقريباً من مرتين او أكثر كل أسبوع. طريقة دخولي للموية الباردة اختلفت عن أول مرة. أول مرة كنت أطول أكثر عبال أدخل البحيرة، اليوم حسيت اني بادخل وامشي فيها كأني أمشي في طريق عادي. عجيبة قدرة الإنسان على التكييف والتطور، ممتنة كثير للرحلة Blue heart

 البرد وأتكيف مع جميع فصول السنة - عشان جسمي يصير أقوى في رحلاتي القادمة - عشان مناعتي تصير أقوى، غير أن الموية الباردة مفيدة * في أبحاث كثيرة اتعملت على الموضوع تقدروا تشوفو الموضوع وتبحثوا عنه* - تجربة شيء خارق بالنسبالي ماقد جربته
كثير ناس بدأت تمارس الموضوع، وفعلاً يفرغ طاقة سلبية مو طبيعية وتحس أنك صرت أقوى، لأن البرد ماصار يفرق معاك ولا الرجفة وصرت تتعامل مع البرد كأنه شعور زي الحر وتتكيف مع الطقس الي حولك. للان لي شهر وسبحت فوق ٤ مرات، تقريباً كل أسبوع اروح وفي ناس بتروح تسبح كل يوم مرة شعور جميل

النتيجة للآن: - وعي كبير بجسمي وكيف اتعامل معاه، ولمن تخرج من الشاور او البحيرة تحس بالدفء ودا ردة فعل الجسم أنه يدفي نفسه بنفسه. - نوم عميق ووعي بالتنفس ومن فين اتنفس. - مناعتي صارت أقوى. - صرت البس بصندل ومالبس جاكت لمن اخرج في الشتاء، امشي بالدراجة وامشي بالساعات بدون ماتضايق
- استهلاكي للكهرباء والتددفئة أقل، خلال الشهر شغلت التدفئة مرتين بس. - صرت استحم بموية باردة كل يوم وماصرت احتاج السخان. - اكتئاب الشتاء أقل بكثير من السنة الي فاتت - اتعرفت على أصدقاء كثير يمارسوا نفس الشيء ويسوو نفس الشيء فاتعرفوا على صديقة الثلج بهية من المغرب


اليوم كملت ١١ مرة سباحة خلال شهر. تقريباً من مرتين او أكثر كل أسبوع. طريقة دخولي للموية الباردة اختلفت عن أول مرة. أول مرة كنت أطول أكثر عبال أدخل البحيرة، اليوم حسيت اني بادخل وامشي فيها كأني أمشي في طريق عادي. عجيبة قدرة الإنسان على التكييف والتطور، ممتنة كثير للرحلة
بعد مرور أكثر من ٣ شهور مستمرة على الاستحمام بالموية الباردة واكتشف عجاب جسمي فيها، شعوري بالبرد صار أقل، نزل وزني بسبب حرق السعرات الحرارية وقت ماجسمي بيحاول يدفي نفسه، الرجفة والرعشة قلت كثير لدرجة ماصرت احس بيها، للأن سبحت حوالي ٣٠ مرة خلال ٣ شهور، تقريباً ١٠ مرات كل شهر
بعد ماحضرت دورة السلامة @WimHof_Iceman بشكل مبسّط، كان فيها أكثر من أمر ممكن  يساعد الي حابين يجربوا الأمر: ١- لا تنزل براسك ويدك أول مرة، خاصة إذا ماتعرف الموية وجديدة عليك. ٢- أفضل مدة هي دقيقتين ليكتسب الجسم الفوائد الصحية، أكثر منها مجرد تحدي. ٣- ركز في طريقة تنفسك طول الوقت
٤- الأشخاص الي يعانوا من أمراض القلب أو أمراض خطيرة الأفضل ودائما استشارة طبيبك المختص والسؤال وأخذ احتياطات السلامة. ٥- لا تكون لوحدك أول مرة وتغامر وتخاطر، لمن تكون مع أحد أفضل لك. ٦- ممكن تحس أنك تبى تصرخ او غيره، كون متصل مع جسمك وتقبل أي ردة فعل ممكن تطلع منك، طبيعي جداً.
بعض البدايات مو سهلة وطبيعي أن ينتابنا خوف وتردد وانفصال عن الشعور الي ممكن يراودنا، طبيعي كمان والأهم من كل دا أنو نتصل ونعرف جسمنا كيف بيتصرف وكيف بياخد وقتو يتعافى، اعطي نفسك المساحة الي تحتاجها عشان تشوف جسمك كيف بيتواصل معاك. والي عنده أي سؤال أو استفسار أنا بالخدمة :)

تعليقات